أثر المشي والحمية الغذائية على صحة القلب
أثر المشي والحمية الغذائية على صحة القلب
قد لا يكون في هذا الخبر أي مفاجأة، وهو أن للمشي وتناول المزيد من الألياف فوائد جمة للصحة. هذا ما توصلت إليه دراستان حديثتان بهذا الشأن، لكنهما اعتمدتا على بيانات استطلاعية فقط، لهذا يجدر التنويه بأنهما لا تثبتان وجود أي علاقة سببية. ولا يبدو بأي شكل من الأشكال، أن معظم الناس مستعدون لبذل الجهد اللازم لتحقيق تغييرات فعالة على أسلوب حياتهم، مثل: التغييرات المقترحة الآتية:
المشي:
في الدراسة الأولى التي نشرت في مجلة (لانسيت- Lancet) الطبية، حلل الباحثون بيانات مستقاة من 9,300 شخص، ممن يعدون معرضين للإصابة بمرض السكري أكثر من غيرهم، كما أنهم يعانون من أمراض القلب والشرايين أو معرضون لها بشكل كبير. وكان هؤلاء المرضى قد اشتركوا أيضا في تجربة تدعى (نافيغيتور- NAVIGATOR) لاختبار نوعين من الأدوية. وقد تمت متابعة المشاركين في الدراسة لمدة 6 سنوات، وقيست فترات المشي لديهم، بوساطة جهاز عد الخطوات، في بداية الدراسة وبعد عام واحد منها.
وتم الربط بين مقدار المشي في البداية والتغير الذي طرأ عليه بعد عام واحد، وبين خطر الإصابة بنوبة قلبية في علاقة عكسية. ووجدوا أن كل 2000 خطوة مشاها المريض يوميا (أي ما يعادل 20 دقيقة من المشي) قابلها انخفاض في خطر الإصابة بالنوبة القلبية بنسبة 10%. وبعد مرور عام واحد، تم الربط بين كل 2000 خطوة يمشيها المريض في اليوم، بمدى انخفاض خطر الإصابة بالنوبة القلبية بنسبة 8%.
وقد بقيت العلاقة العكسية واضحة، حتى بعد استبعاد العديد من العوامل الخارجية المؤثرة، كالوزن والتدخين وطبيعة الحمية الغذائية، وتعاطي الأدوية المختلفة.
وتعليقا على هذه الدراسة، يرى كل من غيسيب بوغليس وستيفانو بالدوتشي، أن هذه النتائج "تضيف دليلا قويا ومطمئنا يثبت فوائد الأنشطة الجسدية على صحة القلب، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات التي تراقب المرضى عن كثب، وتعد تقييمات موضوعية ودقيقة حول النشاط الجسدي واللياقة.
العادات الغذائية:
في البحث الثاني الذي نشر في مجلة (بي إم جيه- BMJ) الطبية، أجرى الباحثون مراجعة منهجية للدراسات التي تعنى باكتشاف أثر تناول الألياف على صحة القلب والأوعية الدموية. ووجد الباحثون أن تناول 7 غرامات من الألياف يوميا، يقلل من خطورة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأمراض الشرايين التاجية بنسبة 9%. (7 غرامات تساوي 2-4 وجبات من الفاكهة والخضار، أو وجبة واحدة من الحبوب الكاملة أو الفاصولياء أو العدس).
وأضاف الباحثون بأنهم استعرضوا الدراسات التي تتناول آثار زيادة الألياف في الحمية الغذائية فقط، وحذروا من أن اكتشافاتهم قد لا تنطبق على المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف.
وتعليقا على هذا البحث، قال روبرت بارون: "يجدر بالأطباء تشجيع مرضاهم على تناول المزيد من الألياف يوميا." كما تشير التقديرات الحالية، إلى أن معظم الناس في الدول الغربية يستهلكون نصف جرعة الألياف الموصى بها لهم يوميا.
ولعله من السهل إيجاد علاقة بين المشي وتناول الألياف وبين صحة القلب والأوعية الدموية، لكن من الصعب إيجاد طريقة لإقناع الناس بتغيير نمط حياتهم، عبر ممارسة النشاطات البدنية وتناول الألياف بشكل أكبر. يضيف بارون: "إقناع المرضى بتناول الحبوب الكاملة هو تحد صعب." ولا شك في أن إقناع الأفراد بممارسة التمارين الرياضية تحد صعب أيضا.
Inscription à :
Publier les commentaires
(
Atom
)
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire